Sunday, January 02, 2011

On the Origins of Political Islam


by Hisham Osman Adam EisaDec. 2010يعيش العالم العربي والاسلامي منذمايربو علي ثلاثة عقود افرازات ما كان يعرف حينها باسم( الصحوه الاسلاميه)وهي ظاهره لها جذورها الاجتماعيه,التاريخيه ولها دينامياتها النفسيه وتتفاوت تجلياتها قوه وضعفا من بلد لاخر.وللخروج بنتائج عامه حول طبيعه اتجاهات ونوع تطلعات الجماعه الدينيه المشتغلة بالسياسة,ينبغي النظراليها ضمن المعطيات التاريخية المحددة لنشأة الظاهرة وتطورها وينبغي ايضا استشفاف مفعول تلك المعطيات التاريخية في تشكيل ملامح وخصوصية العلاقة بين الديني والسياسي.
فعند الكشف علي الجذور التاريخية لمسار الحركات الدينية المعاصرة لابد من استخدام المنهج التاريخي واستقراء تاريخ كل عنصر من عناصر هذه الظاهره ولابد من استخدام المنهج الوصفي ايضا لدراستها من حيث هي واقع قائم.

والجماعة الأم التي وضعت حجر الأساس لبناء الإسلام السياسي كانت في مصر المعاصرة ثم تفرعت من تلك الجماعة كما هو معروف جماعات دينيه لا تزال تعمل في ميدان الإسلام السياسي , ودراسة جماعات الإخوان المسلمين أو الالجماعه الام في ايجاز غير مخل لهي مطلوبه في هذا المقام لاعتبارين:
الاول : الكشف عن الجذور التاريخيه للاسلام السياسي المعاصر ,كيف استنبتت جذوره وكيف اينعت واثمرت ثماره.
الثاني : إن جماعه الاخوان المسلمين الام ما زالت تعمل في ميدان الاسلام السياسي جنبا الي جنب مع الجماعات الفروع .
ويدخل في يقين كاتب هذه السطور إن الإسلام السياسي بتعدد أطيافه وبتباين روافده وتياراته لايعدو كونه ( ظاهره تاريخيه) اقصي سقف لمردودها الانساني هو أدلجه المصالح الوقتيه للشرائح المرتبطه بالظاهرة ارتباطا تاريخيا ووجدانيا وانسانياوباقل القليل من من الكدح الفكري , لذلك هي مجرد ظاهرة لا تدخل في عداد المناهج الفكريه ذات الطبيعة المدرسية . ودراسه ظاهرة بهذا التوصيف لن تكتمل إضاءة مشهدها بمعزل عن التعرف علي الشخصيات التي كان لها دور فعال في حياة هذه الجماعة منذ النشأة الاولي لها والي إن تشعبت وأصبحت جماعات لا جماعه واحده .
والشخصيات التي يعرف لها هذا الدور الفعال في حياة جماعه الإخوان المسلمين فيما نري , ثلاث شخصيات ؛ حسن البنا ,عبد القادر عوده , سيد قطب .لعب الأول دور المنشئ للجماعة _الباني للتنظيم الهيكلي , والمحدد لمضمون الدعوة واهدافهاووسائلها .
بينما لعب الثاني دور المفكر الذي يقوم بعمليه التاصيل , حيث يرد كل فكره تتبناها الجماعه الي أصولها الدينية . مبينا وشارحا عبر عمليات تنظير تنتهي دائماالي إن ما جاء به الإسلام هو الأفضل , وهوالذي يقدم الخير للبشرية ويسعد الناس فهو من صنع الله وليس من صنع البشر .
اما الثالث , فقد لعب حسن ظني الدور المهم في حياه جماعه الإخوان المسلمين وفي حياة جماعات الإسلام السياسي التي تلت ,بما ادخله من تغيرات وتعديلات علي فكر الجماعة الذي كان تلقينيا, ذو قوالب جامدة في التعاطي فعرفت الجماعة علي يديه الحوار الساخن والجدل العنيف والاستقطاب الفكري وانتهي الأمر إلي وجود تيارات ثم جماعات تدعو لفكرها وتعمل لحسابها الخاص
ونحن إذ نقف مع كل واحد في هؤلاء الثلاثة لنتعرف في غير استطراد علي المساهمة التاريخية لكل .
حسن البنا هو الشخصية التي حملت نفسها مسئوليه تكوين هذه الجماعة في مصر أولا ثم في مختلف البلدان الاسلاميه ثانيا .
والمسار التاريخي لحياه حسن البنا قبل تكوين هذه الجماعه يكشف لناعن بعض من الوقائع التي كان اثرها البالغ في توجيهه الوجهة الدينيه تلك .
فقد ولد حسن البنا وعاش في بلده المحموديه وهي مهد الطريقه الحصافيه وقد كان في صباه ومطلع شبابه من اتباع ومريدي الشيخ عبدالوهاب الحصافي الذي كان معروفا بانه دائما ما يوصي اتباعه ومريديه بمجاهده الزنادقه والملاحده والمبشرين ولعل حسن البنا استبطن نزعه شيخه تلك وتاثر بها وصبغ بها تدينه الشخصي ومن ثم صارت تلك النزعه ذات اثر بالغ في عمل وفكر الجماعه .
ويحكي انه كان في بلده المحموديه ارساليه انجيليه تبشيرية , تعلم التطبيب وفن التطريز وتأوي اليتامى , ثم تأسست كرد فعل لتلك الجمعية في المحمودية , جمعيه تاخذعلي عاتقها مواجهة ما تقوم به الارساليه من عمل وتدعو إلي مقاومه المنكرات , وتلك هي الجمعيه الحصافيه الخيرية . وكان حسن البنا هو السكرتير لهذه الجمعية .وبالتالي فان مقاومه التبشير التي لازمت بدايات فكر وخطاب الإخوان هي من رواسب تلك الوجهة التي وجهته إليها الطرق الصوفية الحصا فيه وهي كانت طريقه ذات سمات خاصة, إذ كان يقوم خطابها علي جمع غير موفق بين الصوفي بنهجه الدعوي التسامحي والسلفي بغلواءه المتشدده . ولكن كل تلك الوقائع لم تجعل من حسن البنا الانسان المنصرف الي العمل السياسي , فلم يتحقق له ذلك الا بعد إن انتقل الي القاهره طالبا في مدرسه دار العلوم واخذ يغشي مجالس رجال الفكر الديني وقد ذكر ذلك بنفسه في كتابه (مذكرات الدعوه والداعيه) .
وانه في تلك المرحلة بالذات ,كان قضيه نظام الحكم في الإسلام مطروحة بعنف ,يطرحها رجال الدين وكذلك رجال السياسة ويتحاورون حول كل بعد من إبعادها .
وكان الدافع لذلك كله إن كمال اتاتورك الغي منصب الخلافة وعزل الخليفة واحل محل نظام الخلافة النظام الجمهوري المؤسس علي المبدأ السياسي _مبدأ القوميات. وقد اثأر هذا الصنيع من أتاتورك العواصف ورأي البعض إن الأخذ بنظام الحكم الوارد من الغرب وإحلاله محل ما يعتقدون بأنه النظام الديني الإسلامي هو خروج علي الإسلام
.